علاج مخاوف الطفل بداية العام الدراسي

مع بداية العام الدراسي الجديد يعاني الكثير من الأطفال من أعراض معينة، تدل على خوف الطفل من الذهاب للمدرسة وشعوره بعدم الراحة، في حال تجاهل الأهل هذه الأعراض قد تتطور مشاعر الطفل السلبية الى أمراض جسدية تتفاقم تدريجيا”، لذلك لابد من التعامل مع شكوى الطفل بحكمة لتلافي أي رواسب قد تستمر معه طيلة عمره، لذلك نضع لكم هنا مجموعة من النصائح، متمنين لكم الفائدة.

أولا”: كيف تجعل شخصية طفلك ايجابية:

يتعلم الأطفال عن طريق القدوة أكثر من الكتب المدرسية والنصائح، وتعتبر سلوكيات الوالدين أكثر ما يؤثر في بناء شخصية الأطفال، لذلك على الأبوين أن يحذرا من طريقة ردود الأفعال التي يبديانها أمام أطفالهما. إذا كرّرت أمام أطفالك بعض السلوكيات تأكد أنها ستؤثر على شخصيتهم أكثر من أية نصائح ستوجهها. إليك مجموعة بسيطة من الطرق التربوية التي تساعدك على أن تجعل ابنك إيجابياً في حياته.

1- غيّر من نفسك: إذا أردت تغيير أي شيء في سلوكيات طفلك ابدأ بنفسك. بإمكانك أن تمرر أية صفة إلى ابنك لتكون من سمات شخصيته، فقط عليك أن تتبنى هذه الصفة بنفسك. اضرب أمثلة جيدة. يتعلم الأطفال من خلال التقليد، فإذا شاهدك ابنك تقفز من الباص سيكرّر ما فعلته يوماً ما. وإذا شاهدك طفلك عدوانياً في بعض المواقف سيقلدك.

2- أهمية التمارين والنشاط. من أهم القضايا الصحية التي يتعرض أطفال الجيل الحالي لها السمنة وزيادة الوزن، لذلك من الهام أن تعلّم أطفالك أهمية التمارين الرياضية والنشاط. من المفيد تعليم الطفل هذه الأهمية في سن مبكرة، فكل خلية من خلايا جسم الطفل تحتاج إلى الأكسجين، وهو ما تساعد التمارين على تحقيقه من خلال تحسين الدورة الدموية. الأنشطة.

3- يمكنك تشجيع الطفل على الاهتمامات الإيجابية بالفنون والمهارات وهو صغير من خلال الأنشطة. افتح المجال أمام صغيرك ليتعلم كيف يرسم، وكيف يغني أو يلعب الموسيقى، أو يتعلم الخطابة. تأكد أن ما تجذب اهتمام الطفل نحوه في الصغر سيعزّز شخصيته عندما يكبر، ويجعلها إيجابية. الاهتمام بالقراءة يمكنك أن تثير اهتمام صغيرك بالقراءة بداية من عمر 6 أشهر.

4- القراءة أكثر الوسائل التي تبني شخصية متوازنة وواثقة. القراءة في سن مبكرة استثمار طويل الأجل. بناء الشخصية المتعاونة. من أهم المؤثرات التي تبني الشخصية العدوانية عدم تعليم الطفل حب المشاركة، وأهمية التعاون مع الآخرين، وقد يترتب على هذا التقصير أيضاً تفكك الأسرة، أو بناء الأسرة النووية الصغيرة فقط. من الهام أن يبعد الأبوان أطفالهما عن الخلافات الزوجية، وأن يشجعا الأطفال على اللعب مع الآخرين، وألا يتدخل الآباء أثناء لعب الأولاد لمساعدتهم على تنمية الشعور بالاستقلال.

للاطلاع على التقويم الدراسي في قطر اضغط هنا

5- تعليم الاعتذار والتدريب على الشكر. من الهام تعليم الأطفال هذين السلوكين، لأنهما يؤسسان لشخصية اجتماعية ومحبوبة وإيجابية. التأكيد على النظافة. يعتقد الكثير من خبراء التربية أن تنمية حب النظافة في الطفل من الصغر من الممارسات الصحية التي تبني شخصية إيجابية. ابدأ مع تعليم طفلك أهمية غسل اليدين قبل وبعد الوجبات، والاستحمام يومياً.

هذا بصورة عامة أما فيما يخص المدرسة نضع لكم ما يلي:

ثانيا”: رهاب المدارس أو فوبيا المدرسة:

إن القلق الذي يصاب به طفلك قبل ذهابه إلى المدرسة لأول مرة يشبه ذلك الخوف الذي تصاب به أنت قبل البدء في وظيفة جديدة. يقول جون داسي، العالم النفسي في ليكسينغتون ماساشوستس المشارك في تأليف كتاب “طفلك القلق”: “يقلق الأطفال بشأن الأشياء نفسها التي يفعلها الكبار ، كل شيء بدءًا مما إذا كان سيصبح طالبا جيدا إلى ما إذا كان سيتمكن من العثور على طريقه داخل المدرسة ولن يضيع”.
إن الخطوة الأولى في مساعدة الطفل في هذه الأنواع من المخاوف، هي وضع نفسك مكانه، كيف سيكون شعورك مثلا إذا اضطررت إلى إجراء حديث بسيط مع شخص غريب.
انضم لقناتنا على التلغرام:
مخاوف المدارس الأكثر شيوعا تعد مشاعر القلق طبيعية ومتوقعة عند عودة الأطفال إلى المدارس أو تغيير المدارس أو لأول مرة في رياض الأطفال، بالنسبة للأطفال الصغار الذين بدأوا الدراسة للتو، كل شيء جديد: المبنى، والمعلم، والروتين، ووقت الاستيقاظ، واليوم الدراسي الأطول، فمن الطبيعي أن يعاني هؤلاء الصغار من قلق الانفصال، خاصة إذا لم تتح لهم الفرصة في السابق لحضور الرعاية النهارية.
في هذه الحال، قد تحتاج إلى مرافقتهم إلى باب المدرسة أو الفصل الدراسي لمساعدتهم في الانتقال إلى المعلم. قد يزداد الأمر سوءا في الصباح فيبدأ الطفل في البكاء أو رفض الذهاب إلى المدرسة، في هذه الحال لا تستسلم وتدعه يبقى في المنزل إلا إذا كان هناك سبب وجيه بالطبع، فالبقاء في المنزل لن يؤدي إلا إلى تعزيز القلق فيزداد الأمر تعقيدا.
يشعر الصغار أيضا بالقلق حيال الانتقال داخل المدرسة نفسها فهي كبيرة جدا بالنسبة لهم، وللتغلب على هذا الأمر قم بزيارة المدرسة بصحبة طفلك للقيام بجولة غير رسمية قبل أيام قليلة من بداية العام الدراسي، لتعريفه بالأماكن التي سيتردد عليها.
وهناك إستراتيجية أخرى تتمثل في ربط طفل أصغر سنا بأصدقائه الأكبر سنا، وإذا كان الأخ الأكبر متوفرا فسيكون حلا” مثاليا” بالطبع حيث سيشعر معه الصغير بالأمان. يحدث الشيء نفسه حتى مع الأطفال الذين لديهم سنة أو سنتان في المدرسة فهم يسمعون بعض الأفكار عن كون المدرسة صعبة، أو أن الأمور ستتغير، الأطفال لديهم خيال يمكنهم الاعتماد عليه للإجابة عن أسئلتهم الشخصية، ولأن الخيال يملأ الفراغات ببعض الإجابات المخيفة وغير الموثوقة، لذا عليك التدخل بالحديث المستمر عن إيجابيات المدرسة وكونها مكانا للتعلم وقضاء أوقات ممتعة بصحبة الزملاء والأصدقاء.
وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا، ووفقا لموقع “AnxietyCanada” فإن المخاوف لديهم تثير بعض التساؤلات على غرار، من سيكون أستاذي الجديد وماذا لو كان غير جيد؟ وهل سيكون أي من أصدقائي في صفي؟ وهل ملابسي جيدة؟ وهل سأبدو غبيا؟ ومع من سأجلس؟ وماذا لو كانت الرياضيات صعبة بالنسبة لي؟ وكوني لا أستطيع تذكر أي شيء تعلمته العام الماضي؟ ماذا لو حدث شيء سيئ لأمي أو أبي بينما أنا في المدرسة؟  لدى الأطفال العديد من المخاوف المنطقية من المدرسة يجب أخذها بالحسبان

ثالثا”: كيفية مواجهة الخوف:

 1- تأكد من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم وتناول وجبات منتظمة ووجبات خفيفة صحية وممارسة تمارين يومية، فعندما يتغذى عقل طفلك وجسمه، يصبح التعامل مع مخاوف المدرسة أسهل.
2- لا تقلل من مشاعر طفلك القلقة وتقول له: كل شيء سيكون بخير، لأنه سيفهم ذلك، وخذ الأمر بجدية وتعاطف معه.
3- شجع طفلك على التعبير عما يقلقه بصوت عالٍ، فحينما يسمع الشخص مخاوفه يشعر أنها محض خيال، كما يمكنك أن تضرب مثالا بنفسك وتتحدث عن مخاوفك حينما كنت صغيرا وكيف تغلبت عليها، فالأطفال يحبون سماع تجارب آبائهم حينما كانوا في مثل عمرهم.
4- فكر مع طفلك بصوت عال في طريقة العصف الذهني في الحلول الممكنة للتغلب على جميع المخاوف، وحاول ألا تعطي لابنك توجيهات ولكن الأفضل أن تجدا الحلول معا.
5- شجع طفلك على إعادة توجيه الانتباه بعيدا عن المخاوف تجاه الإيجابيات، واسأله “ما الأشياء الثلاثة الأكثر إثارة لك في أول يوم لك في المدرسة؟”.
6- وفقا لموقع “AnxietyCanada”، فإن قلق الآباء ينتقل بسهولة إلى الأبناء، لذا على الآباء ممن يقلقون من ترك مسؤولية ابنهم لأول مرة مع معلم الصف أن يتركوا هذا القلق بعيدا ويظهروا ثقة وهدوءا حزما بما يؤثر إيجابيا على أطفالهم حتى يعتادوا الأمر.
7- وفقا لنتائج دراسة أكاديمية بعنوان “العلاقة بين الضغوط الأكاديمية والتكيف والتحفيز والأداء في الكلية”، فإن الطلاب الذين يستعدون مسبقا لتحديات المدرسة لديهم مشاعر أكثر إيجابية حول المدرسة وأداء أكاديمي أفضل، لذا على الآباء أن يقوموا ببعض الاستعدادات للمدرسة بمرافقة أبنائهم الأصغر سنا مثل: استمرار مخاوف طفلك بعد الشهر الأول تتطلب بحث الأمر مع معلمه أو الاتجاه للإرشاد النفسي في الأسبوع الأول، وكذلك تجهيز قائمة اللوازم المدرسية معا” والتخطيط لرحلة تسوق ممتعة.
8– تعبئة حقيبة المدرسة في الليلة السابقة لبدء العام الدراسي، على أن يتضمن ذلك وضع لعبة خاصة للأطفال الذين يشعرون بالقلق من الانفصال. وفي الصباح قم بإعداد وجبة الإفطار المفضلة لجعل الصباح أكثر متعة.
9– مكافأة الطفل على السلوك الشجاع في أول يوم دراسة، مثل تحضير وجبة ممتعة في نهاية اليوم، ولا تنس تخصيص الوقت الكافي للاستماع إلى تفاصيل يومه بحماس شديد.
تقول الدكتورة تمار تشانسكي، على موقع الصحة النفسية اليوم، إذا استمرت مخاوف طفلك بعد الشهر الأول، تحقق من الأمر مع المعلم. فقد يكون لديه بعض الحلول أو بعض الإرشادات المساعدة، مثل إشراك الطفل في عمل جماعي ممتع ومفيد، مما يؤدي إلى خلق شعور بالأمان والرغبة في الاستمرارية.
نتمنى لكم عاما” مليئا” بالنجاح والتميز.
كونوا بأمان وتميز.

تجدونا على التويتر: التويتر للمناهج القطرية

اعداد: مدربة التنمية البشرية م. أمنية بيطار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: يرجى ذكر المصدر موقع أفدني للتعليم في قطر عند نسخ الموضوع