عواقب آفة التنمر وطرق مواجهتها
نهتم دوما” بمناقشة كل جديد في المجتمع, ونظرا” لخطورة المرض الجديد على الأطفال خصيصا”, والذي يطفو على المجتمع مؤخرا”, انتشرت في الآونة الأخيرة حملات التوعية من خطر تعرض الأطفال لما يطلق عليه “التنمر“، والذي يتضمن أشكالا” متنوعة من الإيذاء، سواء اللفظي أو النفسي أو البدني، كما تتم ممارسته في العديد من الأماكن، العامة منها والخاصة, نضع لك في هذا المقال آراء الخبراء حول أنواع التنمر لدى الأطفال وآثاره السلبية على كل من الطفل والأسرة والمجتمع، مع بيان الدور المحوري للآباء لوقاية أطفالهم من خطر التعرض له.
التنمر المرض الأكثر انتشارا” عواقبه وطرق مواجهته:
بداية جميع الأعمار عرضة للتنمر، إلا أن الأطفال يعدون الفئة الأكثر تأثرا” به لعدم قدرتهم على التمييز بين ما يتلقونه من أفعال، علاوة على افتقارهم للقدرة على التصرف ودفع الضرر عنهم.
أحد أبرز الأسباب التي تمنع الأطفال من البوح بتعرضهم للتنمر يتمثل في اتباع المتنمرين سياستي الترهيب والتهديد؛ ما يجعل الطفل في حالة استسلام تام وطاعة مطلقة للشخص أو مجموعة الأشخاص اللذين يقومون بإيذائه.
يتنوع التنمر بين الإيذاء اللفظي، والجسدي، والجنسي، والاجتماعي، والإلكتروني , والعرقي.
أنواع التنمر:
إن “التنمر يتنوع ما بين الإيذاء اللفظي، والجسدي، والجنسي، والاجتماعي، والإلكتروني، والعرقي”.
وأوضحت احدى الأخصائيات أن التنمر اللفظي يتمثل في “سب الطفل، أو السخرية منه، أو احتقاره، أو معايرته بعيب فيه كالملبس أو التعرق المفرط أو اللون أو القامة وغيرهم، أو التهديد الدائم بإيذائه”.
أما التنمر الجسدي فيتمثل في ضرب الطفل، فيما يعتمد التنمر الاجتماعي على نبذ الطفل وترْكه وحيدا، مع دَفع الآخرين إلى عدم مجالسته، وترك صحبته.
التنمر الجنسي:يشمل مواجهة الطفل بالألفاظ والمضايقات الجنسية.
وبينت أخصائية تعديل السلوك إلى أن التنمر الاجتماعي يكون فيما يخص العلاقات الشخصية يتضمن ترويج الشائعات ونشر الأكاذيب حول الطفل بهدف تشويه صورته أمام الآخرين
التنمر الإلكتروني يتمثل في سوء استغلال البيانات، ووسائل الاتصالات بغرض النيل من الشخص.
التنمر العرقي يخضع لانتماء الشخص للون أو دين أو عرق أو مذهب مختلف يجعله عرضة لهذا الايذاء.
وأكدت الاستشارية أن المدرسة تُعد من أكثر الأماكن التي يكون فيها الطفل عرضة للتنمر والإيذاء من قبل زملائه أو المعلمين أنفسهم؛ داعية الآباء إلى أخذ حذرهم، فضلًا عن تنفيذ المسؤولين بالمدارس للعقوبات الصارمة على كل من يتسبب في إيذاء غيره.
الذين يقومون بهذه الظاهرة، يسعون إلى لفت إنتباه الآخرين لهم، وحتى يبدوا أقوياء، وبعضهم لديه رغبة قوية في السيطرة على من حوله، ويريد أن يكون قائد، وأحيانا يتنمر الطلاب بدافع الغيرة، تفوق شخص عليه في الدراسة أو في نشاط معين، أو أن هؤلاء الطلاب قد كانوا ضحية لهذه الظاهرة، كل هذه الأسباب قد تدفع الطلاب إلى الإعتداء على زملائهم والتنمر عليهم.
عوامل الوقاية:
وحول الآثار السلبية للتنمر على الطفل والأسرة والمجتمع، أوضح أخصائي تنمية المهارات وتعديل السلوك، أن تعرض الطفل للتنمر يلعب دورا” كبيرا” في تغيير شخصيته وتحويله إلى طفل عنيف وعدواني، ومن ثم دفعه –بصوره غير مباشرة- لممارسة التنمر تجاه أشخاص آخرين.
وأضاف علي أن التنمر -في هذه الحالة- يمكن تشبيهه بمرض خبيث كلما تعافى منه شخص امتد أثره وظهر مجددا في شخص آخر، وبالتالي فهو يمثل خطرا حقيقيا يهدد المجتمع بأسره.
ونصح علي الآباء والأمهات باليقظة ومراقبة تصرفات أطفالهم، والتنبه لأية تغيرات تطرأ على سلوكياتهم والتي تنم عن تعرضهم للإيذاء.
أعراض التنمر على الضحية:
1-الاكتئاب
2-فقدان الشغف
3-النوم المفرط
4-نوبات الغضب الدائمة
5-فقدان الشهية
6-الميل للانعزال والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، أو عدم رغبة الطفل في زيارة أماكن بعينها بشكل مفاجئ، من علامات تعرض الطفل لأنواع الإيذاء المختلفة.
7- عدم الرغبة بالذهاب الى المدرسة ورفض الحديث عنها
8- شدة الايذاء النفسي تجعل ضحية التنمر يفكر بالانتحار أكثر بأربع مرات من الانسان الطبيعي.
لذلك يجب تدريب طفلك على التصدي للمضايقات اللفظية من خلال تبادل الأدوار والتمثيل المسبق للمواقف، مع تشجيعهم على طلب المساعدة من الآخرين.
كما يمكنك الانتقال للاطلاع على: احساسك بالتعب هذه أهم أسبابه
مضاعفات التنمر:
في السياق ذاته، أشار أحد الأخصائيين إلى أن تعرض الطفل للتنمر تزداد مضاعفاته في المدى البعيد، بحيث يصبح الطفل شخصا متسلطا فيما بعد، كما قد يعاني من خلل واضح في علاقاته بمن حوله، فضلا عن الميل للتدخين، وقد تتطور الأمور إلى التفكير في الانتحار.
ولحماية الأطفال من التعرض لأنواع الإيذاء المختلفة يجب اتباع الخطوات التالية :
تحصين الطفل ضد التنمر:
أولا: توطيد العلاقة بين الآباء والأبناء وتعزيز سبل التواصل اليومي بينهم، وتجنب ضربهم، أو الاستهزاء بحديثهم عن مشاكلهم مع أقرانهم منذ الصغر.
ثانيا”:الحل الأمثل للمشكلة والتهيئة لتجنب وقوعها تكون بانشاء طفل متزن لايكترث بانتقاد الآخر وحتى لو تعرض للتنمر يجعل منه نقطة انطلاق للحال الأفضل بأن يعتبره نقدا” ايجابيا”, أما في حال تكراره بهدف الايذاء نوضح له عدم أهمية هذا المتنمر وحقه الطبيعي في رد الايذاء عن نفسه والحفاظ على صورته أمام الآخرين, لذلك تعزيز ثقة الطفل بنفسه والتركيز دوما” على ايجابياته يجعله أقل عرضة للأثار السلبية لهذ الايذاء, وتدريب الأطفال على التصدي للمضايقات اللفظية من خلال تبادل الأدوار والتمثيل المسبق للمواقف، مع تشجيعهم على طلب المساعدة من الآخرين في حال عدم قدرتهم على التصرف ودفع الضرر عنهم.
ثالثا”:العمل على توفير الأنشطة الرياضية والفنية والاجتماعية في المنزل والمدرسة لأن غيابها يسبب انتشار التنمر بكثرة, حيث يميل الأطفال لاستخدام طاقاتهم في المنحى السلبي بدلا” من الايجابي, حيث أثبتت الدراسات انعدام هذه الظاهرة في الأجواء التي يملؤها الأنشطة التفاعلية وجو التعاون والعمل والحب.
أخيرًا: تعزيز السلوك الإيجابي لدى الأطفال، وتشجيعهم على التدخل لدفع الضرر عن الآخرين، وهو ما سيكسبهم شجاعة التصرف في المواقف المختلفة.
في نهاية الأمر يجب التاكيد على أن التنمر آفة اجتماعية تلوذ بأبنائنا وتتقاسم مسؤليتها الأسر والمدارس لذلك لابد من التواصل الدائم والتعاون للحفاظ على محيط صحي لا يشوبه أي خطر.
اعداد مدربة التنمية البشرية المهندسة: أمنية بيطار… يسرني تلقي نقاشاتكم.