جرعة انعاش تربوية هامة في ظل جائحة كورونا
نقدم لكم في هذا المقال كيفية التعامل مع مهارات طفلك العاطفية والاجتماعية, خلال الحظر بسبب الوباء العالمي, الذي طرأ مؤخرا” على العالم بأسره, فالمدرسة ليست الطريقة الوحيدة لتعليم المهارات الاجتماعية والعاطفية.
أهم الوسائل التربوية للتعامل مع طفلك أثناء تطبيق استراتيجية التعلم عن بعد:
عادة ما يتم اختبار العواطف وتعلمها مع الناس في بيئة اجتماعية، لهذا السبب يشعر بعض الآباء بالقلق من التعليم الافتراضي أو التعليم عن بعد، الذي فُرض مع بداية الموسم الدراسي الجديد في الأماكن التي شهدت ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
قد يعيق التعليم عن بعد التطور الاجتماعي والعاطفي للأطفال في المدرسة، بل أكثر من ذلك قد يؤثر على مسارهم الأكاديمي, ويُجمع الخبراء على أنه أمر لا يستهان به.
بالنسبة للأطفال، حتى في مرحلة ما قبل المدرسة، تعد المشاركة الاجتماعية مع أقرانهم أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لهم لتنمية الشعور بالذات وعالمهم أيضا، وفقا لما قالته ماسي جريم الأخصائية النفسية المتخصصة في العمل مع الأطفال الصغار.
لكن هناك طرق يمكن للآباء اللجوء إليها لتسهيل نمو أطفالهم الشامل في المنزل، وفقًا للعديد من الخبراء. فالمدرسة ليست هي الطريقة الوحيدة، رغم أنها طريقة مهمة لتعليم المهارات الاجتماعية والعاطفية.
ما التعلم الاجتماعي والعاطفي؟
يشمل التعلم الاجتماعي والعاطفي عدة مفاهيم معقدة، وهي عملية تستمر مدى الحياة، تبدأ بالتعرف على هويتك وعواطفك، ثم تعلم كيف تنسجم مع العالم الأكبر والأوسع.
حدد الخبراء 5 كفاءات أساسية لبلوغ ذلك:
– الوعي الذاتي
– الإدارة الذاتية
– الوعي الاجتماعي
– اتخاذ القرار المسؤول
– مهارات العلاقات
وقالت كاليلا لورانس، أستاذة في برنامج علم النفس المدرسي بجامعة جنوب فلوريدا، لصحيفة لوس أنجلوس تايمز إن من المحتمل أن لا يصل الطفل إلى ما يُنظر إليه على أنه نموذجي نظرا للظروف، لكن إذا لاحظ الأبوان بعض النمو فذلك أمر جيد.
وقال العديد من الخبراء إن تعلم إدارة حالتك العاطفية أمر بالغ الأهمية، وقالت جريم، وهي أيضا أستاذة علم النفس إنه عندما يشعر الآباء بالقلق فهم ينقلون هذه الطاقة لأطفالهم، فهؤلاء حساسون جدا لذلك.
أجمع الخبراء على فوائد تأسيس روتين للأطفال الذين يتلقون تعليمهم عن بعد:
1- الالتزام بجدول زمني:
مع غياب الاحتكاك بالأقران والبالغين خارج المنزل، ولتصحيح السلوك وحتى يكونوا نموذجا لهم، يتعين على الآباء أن يكونوا أكثر وعيا بأنهم محل قدوة، وبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا يمكن للوالدين محاكاة التفاعلات التي قد يحصلون عليها من الأطفال في سنهم لتعليم مفاهيم اجتماعية مهمة، مثل المشاركة وتعلم كيفية اللعب بطريقة عادلة.
ويمكن للوالدين القيام بمهمة المدرس من خلال التحدث باستمرار إلى أطفالهم كطريقة للتأكد من أن لديهم متنفسًا للتعبير عن مخاوفهم وإحباطاتهم وأفراحهم.
وفي بعض الأحيان قد يحصل الآباء على أجوبة بسيطة مثل “أنا مستاء لأنني لا أستطيع رؤية أصدقائي”، لكن مع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى محادثات إضافية. وبالإضافة إلى سؤال الأطفال عن أحوالهم، يمكن السؤال عن ما يحتاجون إليه على وجه التحديد.
وأجمع الخبراء على فوائد تأسيس روتين للأطفال الذين يتلقون تعليمهم عن بعد، إذ يخلق ذلك إحساسًا بالعودة إلى الحياة الطبيعية ويوفر إحساسًا بالأمان العاطفي.
وهذا يعني عدم المزيد من النوم في أوقات مختلفة كل ليلة وقضاء نصف اليوم بملابس النوم (البيجامات)، وهي أشياء أفاد بعض الآباء بأنها حدثت في الربيع عندما كان التعليم عن بعد حلا وسط الجائحة.
2-خطّط مسبقا:
لا يجب على الآباء الانتظار حتى يكون أطفالهم في محنة لمحاولة التوصل إلى حل. بدلا من ذلك، يمكنهم التفكير مسبقا في الإستراتيجيات التي يمكن لأطفالهم العمل عليها.
وأوصت جاستينا شلاندييانسي، مديرة التعليم الميداني في مؤسسة التعليم الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي، بوضع قائمة تتضمن ما يمكنهم القيام به عندما يشعرون بالتوتر، مثل الذهاب للركض أو اللعب مع بعضهم. وقالت إن هذا يمكن أن يساعد الأطفال على تعلم طرق فعالة لإدارة عواطفهم، وهو جانب أساسي من التعلم الاجتماعي والعاطفي,وقد يفكر بعض الآباء في توسيع دائرة المحجورين لتشمل عائلة أخرى تتبع احتياطات صحية مماثلة.
3-العلاج باللعب:
ماسي جريم متخصصة في ما يعرف بالعلاج باللعب، وهو وسيلة لتعليم الصغار كيفية التعرف على مشاعرهم وتحديدها وتصنيفها وتنظيمها باستخدام الألعاب.
والشخص البالغ يمكنه التحدث عن مشاعره وعواطفه، تقول جريم “لكن الأطفال لا يستطيعون فعل ذلك، لا يمكنك أن تسأل طفلًا يبلغ من العمر 3 سنوات عن مشاعره. لذلك تستخدم وسائل اللعب والاستعارات والألعاب للتحدث بلغتهم“.
وتضيف أن الآباء الذين لديهم ما يكفي من الوقت والمال يمكنهم تعلم أساسيات العلاج باللعب من خلال شيء يسمى العلاج بالأبناء.
واعترافًا بأن الأمر يتطلب امتيازا كبيرًا للوصول إليه، تؤكد جريم أن الآباء لا يزالون قادرين على تعلم الكثير من خلال الكتب والموارد عبر الإنترنت, العلاج باللعب وسيلة لتعليم الأطفال كيفية التعرف على مشاعرهم.
4-القلق واجب:
قال الخبراء إن التغيرات المزاجية والسلوك المضطرب ونقص الانتباه وبعض الشكاوى الجسدية، على سبيل المثال الصداع وآلام المعدة واضطرابات النوم، هي إشارات محتملة على أن الطفل يعاني وقد يحتاج إلى دعم إضافي.
وهناك معايير تنموية يجب أن يكون الآباء على دراية بها، إذ يميل الأطفال إلى تعلم المهارات الاجتماعية والعاطفية عبر جدول زمني معين.
ومع ذلك، يمكن أن يكون للظروف الفردية -بما في ذلك نوع الآباء والعوامل الاجتماعية والاقتصادية ومزاج الطفل وقدرته- تأثير كبير على النمو الاجتماعي والعاطفي. وسيتطور بعض الأطفال حتمًا بشكل أسرع أو أبطأ مما هو معتاد.
5-استعن بالمعلمين:
بحسب لورانس، ليس على الآباء أن يسلكوا هذا الطريق بمفردهم، بل عليهم أن يتواصلوا مع المعلمين وغيرهم من المتخصصين في التعليم، حيث يمكنهم تقديم المشورة بشكل عام، بالإضافة إلى تقديم بعض الإرشادات.
وتقول لورانس إن معلمي الأطفال هم موارد للمساعدة في العمل والتحدث، وإنه يمكن للوالدين التواصل معهم لمعرفة البرامج الاجتماعية والعاطفية التي تقدمها مدرستهم بالفعل.
يسعدنا انضمامكم الى مواقعنا على وسائل التواصل الاجتماعي :